علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى,

علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , كثيرا ما كنت اسمع هذه الجمله , و كنت اضحك من قلبى فعلا كلما سمعتها , و اتصور ان من رتب هذه الكلمات لتصبح بيت فى اغنيه كان من الاولياء , فقد طبق معظم الشعب المصرى هذه الكلمات بالحرف , و لكن لو علم هذا الولى ان الحال سيصبح على ما هو عليه الان , لكان كره اليوم الذى امسك فيه القلم ليكتب به (زرع) فى الصف الاول ابتدائى .
و كأن كلمة نطاطى هى عنوان الوطنيه الان , عندما ارى احد المرشحين الى مجلس الشعب و هو فى حملته الانتخابيه يقول فلنسعى الى حقنا , اتخيله يقول فلنطاطى , و اتخيلنى ارى معظم الجالسين على الكراسى فى سيد قراره ( مجلس الامه ) يغنون سويا (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , يبدو ان باقى الكلمات فى اللغه العربيه انتهت , و لم يعد غير حروف هذه الجمله !
افتح التلفزيون لأرى المذيع فى نشرة اخبار القناه الثانيه يردد (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , يا الهى , هل اصبحت البلد مسرح و اصبح الشعب ممثلين استعراضيين يتفاخرون انهم بيطاطو يطاطو !
امشى فى الشوارع , و مع الزحام الذى اعتده فى مصر لاسمع مجموعه تقف جانبا تصرخ بأعلى صوت (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , هنا لم اعد احتمل كل هذه المطاطيه , فما كان منى الا ان استوقفتهم لأسألهم , لماذا ترددون هذه الجمله , قالوا لى و لماذا لا نرددها , اجبت الاصل فى الاشياء الفعل و ليس نكر الفعل , فأجابونى هى افضل من غيرها - على واترة ( هو احسن من غيره ) هنا لم اعد احتمل , و انطلقت و قد تملكنى الغضب , ثم صعقت عندما سمعت احدا ما ورائى يقول (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , لم التفت له , فلا اريد ان اقتل احدا , و لكنه ظل ورائى حتى اقتربت من المنزل , هنا لم اعد احتمل هذا (الكلح) , فاستدرت لارى من هذا , و لكنى فوجئت بأنى وحدى تماما , نظرت حولى كالمجنون و لكنى لم ارى احدا , كدت افقد عقلى , اذن من اين يأتى هذا الصوت الذى مازال يردد (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) , استمعت جيدا , هذا الصوت اعرفه , بل انى اعرفه جيدا , اسمعه كل يوم , شفتاى تهتز , تردد شيئا ما ! (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى ) (علشان ما نعلى و نعلى و نعلى , لازم نطاطى نطاطى نطاطى )
يا الــــهى .


--------------------

.