JuNiOr مشرف
عدد الرسائل : 325 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 11/01/2007
| موضوع: واعظ من جهه امنيه !!! الثلاثاء يناير 23, 2007 9:40 pm | |
| واعظ" من جهة أمنية ..!!
كنا ونحن صغار نمارس لعبة الخداع مع أترابنا فنقول للواحد منهم "شايف العصفورة" ثم بعد أن ينشغل بالنظر الى العصفورة غير الموجودة أصلا نضرب ضربتنا فنخطف ما بيده ونلوذ بالفرار!!..وحكى لي قطب المظاهرات المناضل كمال أبو عيطة ان الحكومة "بكرمها الحاتمي المعتاد" إستضافته في المعتقل ذات مرة مع نشال مخضرم فسأله "كيف تسرقون الناس بخفة دون أن يشعروا فقال له إن النشال يقترب من ضحيته ثم يدوس على قدمه بقسوة ،وكأن الامر قد حدث عفوا، وبينما ينشغل الضحية في آلام قدمه يكون النشال قد أتم مهمته في لمح البصر..وحكومات الحزب الوطني المتعاقبة تعاملنا على طول الخط بهذه السياسة التي تجمع بين الخداع والنشل ..ناهيك عن أنها تكذب كما تتنفس،وهذا هو ما برعت فيه بالذات الحكومة الحالية ..وتجلى ذلك بشكل واضح في القرارت الاخيرة الخاصة برفع أسعار تذاكر المترو والقطارات والبنزين ورسوم الطرق والكهرباء ..وسأتعرض هنا لقرار زيادة أسعار البنزين وهو القرار الذي ظلت حكومة نظيف تحلف بكل الأيمان المغلظة أنها لن تتخذه..ولكن الشعب بات يعلم علم اليقين أن حكومات الحزب الوطني لا تقول إلا كذبا وتمارس الخداع كأنها في حرب كر وفر ضد الشعب..؟!!
إختارت الحكومة توقيتا عبقريا لتنفيذ أخطر قرار ضد الشعب ،وخاصة فقراءه ومعدميه، منذ قرارات 1977 التي فجرت إنتفاضة شعبية أطلق عليها السادات إسم "إنتفاضة الحرامية" ..وليس لدى أدنى شك في أن أمن الدولة هو الذي حدد توقيت هذا القرار ولابد أنه تمت مكافأة الذين أعدوا الدراسة الامنية التي قالت إن ذلك هو الوقت الملائم لتضرب الحكومة ضربتها ضد هذا الشعب..قرار جهنمي في توقيت عبقري ..إستغل النظام بدء حرب الإبادة الصهيوينة البشعة ضد الابرياء والاطفال والمدنيين العزل في فلسطين ولبنان ،وبدلا من القيام بدوره الوطني والقومي بإدانة العدوان وإستنكاره وإستدعاء السفير المصري في تل أبيب وطرد ممثل الكيان الصهيوني على أرض الكنانة ،إستدار الى الخلف كعادته لسرقة الشعب ونشل مابقي في جيوبه من قروش قليلة لم تعد توفر له حتى "العيش الحاف"!!..
إختارت الحكومة يوم جمعة ،وبداية أجازة طويلة (3 أيام) لتنفيذ زيادة البنزين ..وراعت أن مجلس الشعب في حالة إنفضاض، كما قررت زيادة البنزين (90) فقط وتركت البنزين (80) الذي تستخدمه الغالبية العظمى من الفقراء والطبقة المتوسطة ،وكان ذلك تصرفا شيطانيا إستهدف إسكات الشريحة الاكبر من المواطنين حتى يجيء الوقت المناسب لإخفاء البنزين (80) ..وبدء دورة جديدة من الخداع والنشل بزيادة البنزين (92) ثم إخفاء البنزين (90)..وهكذا دواليك..!!
ولم تنس الحكومة وأمن الدولة في خطتهم الجهنمية تلك خطبة الجمعة وإستغلالها في تخدير الناس والضحك على ذقونهم..فأوعزوا الى خطباء الجمعة المعممين التابعين للاوقاف بالتركيز على إدانة العدوان الاسرائيلي على لبنان وفلسطين بابلغ وأقوى العبارات والإشادة بالمجاهدين الصابرين وخاصة الشيخ حسن نصر الله..وقد نجحت الخطة تماما ولكن أحد وعاظ أمن الدولة حاول التمادي في الخداع فكشف "الملعوب بكامله"؟!!
ففي يوم الجمعة قبل الماضي (موعد تنفيذ قرار زيادة البنزين) ذهبت لصلاة الجمعة في أحد مساجد المنيل حيث حمل الى هناك جثمان زميلتنا في القسم الخارجي بصحيفة الاخبار "فاتن أبوخضرا" التي واتتها المنية فجأة..وفاتن فلسطينية تربت في مصر وعاشت فيها عمرها كله ،ولكن كان ينقصها دائما شيء ما ..إنه وطنها المغتصب فلسطين وبيارات البرتقال في يافا التي ماتت وهى تحلم بالعودة اليها وإستردادها..وكم قالت لي إن عائلتها لا تزال تملك مفاتيح البيوت والحدائق التي إغتصبها الصهاينة بعد أن طردوا أصحابها.. وكم أتمنى أن يستنسخ الاشقاء الفلسطينيون هذه المفاتيح ويرفعونها في كل مظاهراتهم لكي يثبتوا لكل العالم أن الكيان الصهيوني ليس سوى عصابة لصوص مغتصبة للارض والبيوت وأن أى حل يعادل لابد أن يضمن عودة الحقوق المغتصبة لأصحابها..
وأعود لواعظ الجهة الامنية الذي قام للخطبة ،وكان يقرأ من ورقة مكتوبة ؟!!، فصال وجال "ولعن سنسفيل إسرائيل" وأشاد بالمجاهدين في فلسطين ولبنان بزعامة الشيخ حسن نصر الله".. وأوشكتُ أن أحسد الرجل على جرأته وشجاعته لولا أنه قال "هذه هى القضية الرئيسية الكبرى التي يجب ألا يشغلنا أحد عنها ..مثل هذه الحكومة التي تحاول أن تجرنا الى قضايا فرعية مثل رفع أسعار تذاكر المترو وزيادة اسعار البنزين وغيرها...؟!!!!"..
هنا أدركت أن الخطة الامنية نجحت وأن الشعب المغلوب على أمره "بلع الطُعم
ولكن ما أثار إستغرابي وجنوني أن الاحزاب والقوى السياسية بلعت الطُعم أيضا؟!!..وصدقت أن القضية الرئيسية ليست هنا في مصر ، فلم تصدر أي بيانات ولم تخرج أي مظاهرات تستنكر ذبح الشعب بل إن المظاهرات القليلة التي خرجت لمناصرة المقاومة في فلسطين ولبنان خلت من أي لافتات أو شعارات تندد بزيادة الاسعار ..وأثار تساؤلاتي بالذات موقف الاخوان المسلمين وحركة كفاية الذين فاتهم إستثمار هذه القرارات غير الشعبية ..وأتصور أن الحكومة تضحك الآن في كُمها وتهنيء نفسها على هذا النصر المبين ..بل لا أستبعد أن تكون قد أدركت أن حكم الطواريء المستمر منذ نحو ربع قرن قد أجهز على الشعب المصري تماما وقتل فيه روح المقاومة وأن في إمكانها الآن أن تتخذ ما ىتراه من قرارت إقتصادية صعبة تبدأ بتصفية اصول الوطن ولا تنتهي بالتوريث؟!! | |
|