[color=red][color=red][size=12][color=red][size=12]هي طبعا الحكايه ديه قديمه من ماتش الصفاقسي بس بجدد بجدد الموضوع ده اثر فيا قوي
فقط ثلاثون ثانية كالحلم ... و كانت قدمك اليسرى يا عبد الوهاب
الكرة تعاندنا ... نلعب بحماس شديد ... و اجتهاد أكبر ... نفذنا و ننفذ كل تعليمات المدير الفني بحذافيرها ... نهجم ... و نهجم ... و نهجم ... و نسدد ... و نتخطى ... و نحاور ... و نحاصر ... لكن لا زالت الكرة تعاندنا... إنها ببساطة ترفض أن تسكن الشباك ...
و بدأت أفقد إحساسي بنفسي تماما ...
لقد انتهى الوقت الأصلي للمباراة...
بل و نلعب في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع...
تريد الدموع أن تسقط من عيني يأسا في الفوز و تحقيق الكأس ...
لكن قلبي يرفض هذا بشدة..
و يصر على القتال حتى آخر لحظة...
جسدي يريد الاستكانة و الرضا بالأمر الواقع ...
لكن إرادتي تأبى و تستنكر ...
و صورة الفقيد الغالي أراها حولي في كل مكان تشجع ...
و تساند ... و تؤازر ...
بضحكته الصافية الجميلة ...
كلما أحسست أن الأمر حسم ...
و ليس هناك مجال للفوز ...
أراه يظهر لي مرة أخرى ...
و كأنه يدفعني دفعا للمواصلة ...
لكن ماذا أفعل ...
لقد بدأت أتعب تماما ...
و بدأت أفقد أعصابي بشدة ...
ربما لم يقدر لنا أن نحصل على الفوز ...
و ظننت أن مع مرور الوقت ستتلاشى صورة الغالي شيئا فشيئا ...
لكنها و يا للعجب كانت تزيد تركيزا و وضوحا شيئا فشيئا ...
و نظرت لأرى الكرة قادمة في الهواء من الخلف للأمام بتمريرة طالما تدربنا عليها ...
زميلي قصير بعض الشيء ...
أنا أعلم ذلك جيدا ...
و من الصعب عليه بالتأكيد أن يصل إلى الكرة قبل المدافعين الذين طالما أتعبهم ...
و انتبهت لنفسي و أنا واقف مكاني متسمر أشاهد الكرة ...
لا ...
يجب أن أتحرك ...
أعلم أنه من الصعب أن يحصل عليها زميلي ...
لكني أفضل أن أتصرف كما يجب...
و تسمرت مرة أخرى مكاني ...
مذهولا ...
ذلك اللاعب القصير المتعب ...
استطاع أن يتحول إلى تنين بأجنحة سحرية ...
ليضرب الكرة برأسه قبل كل المدافعين العمالقة...
و انتبهت مرة أخرى و أنا أشعر بيد خفية تدفعني و صوت بعيد لصديقي الغائب عبد الوهاب ...
استيقظ ... تحرك ... و تحركت ...
عيناي تتابع الكرة التي ترتفع مرة أخرى في الهواء نحو زميلي الثاني ...
الأسمر ... الماهر... القوي ...
و مرة أخرى أستبعد وصول الكرة إلي ...
لاعبي الدفاع أكثر طولا من فلفل الفريق ...
و لا أعتقد أن يساعدنا الحظ مرتين ...
لا ... ليس حظا ... بل إصرارا ...
و بدأت أشعر أن الزمن يبطئ ... يبطئ ...
في طريقه إلى التوقف ...
الأسمر الأنجولي و كأنه يرتقي درجات خفية في الهواء يرتقي ...
و يقفز أعلى من الجميع ...
و كأنما كان يعلم جيدا موقعي ...
يلمس الكرة بخفة و سلاسة ...
ليبعث إلي بكرة كما يقولون ... بالمقاس ...
أظلم كل الإستاد حولي ...
ظلام ... ظلام ... ظلام ...
فقط كرة مضيئة ...
و مرمى ضيق جدا ...
يقف أمامه حارس عملاق ...
و خلف المرمى ...
أراه مرة أخرى ...
زميلي ... صديقي... حبيبي ...
الغائب.. الفقيد..
يقف خلف المرمى ..
و يبتسم ... و يهتف ... شوط ... شوط ...
و لم أفكر ...
الكرة على يساري ...
لكنني سأسدد ... و تحركت ...
و أنا أنظر إلى عينيه المبتسمتين ...
و سددت ...
ثم تسمرت مكاني ...
أتابع الكرة ...
لا ...
لم أكن أتابع الكرة ...
كنت أنظر له ...
و رأيته يبتسم أكثر ... و أكثر ...
ثم يصرخ بسعادة ... و يركض ...
لم أتمالك نفسي ...
و صرخت ... و ركضت إليه ...
و حين وصلت إليه كان آخر ما رأيته هو ضحكته الجميلة ...
و هو ينظر إلي ...
ثم يتلاشى في هدوء ...
و أشعر بأيدي زملائي في الفريق يربتون علي ...
قبل أن يعتصرونني فرحا و سعادة ... بهدف الفوز...
شكرا عزيزي ... شكرا محمد عبد الوهاب ... لقد سددتها بيسارك
فقط ثلاثون ثانية كالحلم ... و كانت قدمك اليسرى يا عبد الوهاب .
[color:0501=navy:0501]الله يرحمك يا عبدالوهاب[color:0501=navy:0501]
[color:0501=navy:0501][/size][/size]